التجارة الإلكترونية
يعد مصطلح التجارة الإلكترونية من المصطلحات التي ظهرت حديثاً في العالم عامة، وفي الوطن العربي خاصة، خصوصاً مع الإنتشار الواسع للشبكة العنكبوتية في الدول العربية. هل خصصت لنفسك وقتاً للبحث عن مصطلح التجارة الإلكترونية والقراءة عنها لبدء عملك الخاص؟ إذن هذا هو الوقت المناسب للقراءة.
ماهي التجارة الإلكترونية؟
التجارة الإلكترونية هي عبارة عن بيع أو شراء البضائع، المعلومات أو الخدمات عبر الإنترنت من خلال التعامل مع مندوبي المبيعات عبر المنصات المختلفة وتتم من خلال وسيط وهو الانترنت مع وجود ضمانات تضمن لك حقوقك بشكل كامل.
ظهرت التجارة الإلكترونية في تسعينيات القرن الماضي من خلال أنظمة تبادل المعلومات الإلكترونية بين الشركات الصناعية. ويوجد بالعالم الملايين من الشركات والمنصات التي تتعامل بالتجارة الإلكترونية ومن أشهرها: Amazon, eBay, Costco, Best Buy وغيرها.
وساهم هذا الانتشار الكبير لشركات التجارة الإلكترونية والمنصات إلى نمو ضخم في التجارة عبر الانترنت، حيث شكلت التجارة الإلكترونية 5.1% من إجمالي مبيعات التجزئة في عام 2007، ليس هذا فحسب، فقد شكلت مبيعات التجارة الإلكترونية 16.0% في عام 2019.
أهمية التجارة الإلكترونية
في الآونة الأخيرة، يتجه العديد من رواد الأعمال لطريق التجارة الإلكترونية لما تعود به عليهم من عائد مادي ضخم ولأهميتها في تحقيق الربح لهم. ويتسائل الكثيرون ممن يريدون أن يبدأوا مشروعهم الخاص إذا ما كان هناك أهمية للتجارة الإلكترونية، هل هي مهمة بهذا القدر لبناء مشروع ذات ربح عالي؟
زيادة مبيعاتك
تعد التجارة الإلكترونية من أقوى الوسائل وأسهلها لزيادة المبيعات، كل ما عليك فعله هو امتلاك حاسب آلي، التسويق لبضائعك، معلوماتك أو أياً كان ما ستبيعه، والعمل للوصول لأكبر قدر ممكن من الزبائن من خلال التطوير الدائم لعملك، تحسين جودة منتجاتك والحرص على توفرها على مدار الساعة. كل هذه الطرق تؤدي إلى زيادة في مبيعاتك بشكل فوق المتوقع وتحقيق ربح وفير.
سهولة الحصول على السلعة
بامتلاكك متجر إلكتروني، ستجد العديد من الأشخاص ممن يبحثون عن منتجات معينة ونادرة في سوقهم المحلي، ويسعى هؤلاء العملاء على الحصول على هذه المنتجات بسرعة وسهولة. بعملك على توفير هذه المنتجات، ستسهل عليهم الحصول على السلعة التي يريدونها وبالتالي ستزيد من تقييمك على متجرك الخاص والحصول على نسبة مبيعات وعدد زبائن أكثر في مدة زمنية قصيرة.
تقليل النفقات
إن عملية بناء متجرك الإلكتروني الخاص لا يكلفك إلا القليل، وعلى النقيض، إن عمل متجر خاص بك في السوق المحلي يكلفك الكثير من المال مثل الإيجار، الديكور، البضاعة، خسارة البضاعة وغيرها من النفقات. أما امتلاك المتجر الخاص لا يتطلب منك توفير كل ما ذكرته، ولا يتطلب تكديس البضائع وانتظار بيعها، عليك فقط أن تعرض صورة المنتج وإذا تم شراؤه من قبل زبون، ستقوم بشحن المنتج وبيعه بكل سهولة وسيتم ضمان عدم الخسارة وتقليل النفقات الغير مفيدة.
انتشار متجرك على الصعيد العالمي
بخلاف متجر السوق المحلي، تطويرك لمتجرك الإلكتروني وزيادة نسبة مبيعاته والتسويق الجيد له يساهم بشكل كبير في انتشار العلامة التجارية الخاصة بمتجرك، وكل هذا يؤدي إلى انتقال متجرك من السوق المحلي لما هو أكبر منه وهو السوق العالمي لأوروبا، آسيا والقارات الأخرى. أما في المتجر المحلي، ستقتصر مبيعاتك على المنطقة الجغرافية التي يتواجد بها المتجر.
توفير فرص تسويق أفضل
بامتلاك متجرك الإلكتروني الخاص، أصبح بإمكانك التسويق له بشكل واسع النطاق على الإنترنت، لأنك من خلال العمل في التجارة الإلكترونية، فقد امتلكت أفضل وسيلة تسويق على الإطلاق وهي الانترنت. يتم التسويق على الانترنت من خلال صفحات السوشال ميديا مثل فيسبوك وانستاغرام، أو من خلال اليوتيوب وجوجل أو من خلال العمل على تحسين محركات البحث SEO لزيادة نسبة الوصول لمتجرك.
مميزات التجارة الإلكترونية
عند الحديث عن المميزات، فلا بد لنا أن نذكر أهم ما يميز التجارة الإلكترونية من خلال المنصات عن غيرها من المتاجر المحلية والمتاجر الأخرى.
سهولة التوظيف
بإمكانك من خلال التجارة الإلكترونية توظيف أي شخص من أي مكان في العالم بسهولة تامة، وتمكنك أيضاً من التوظيف بتكلفة منخفضة مقارنة بالتوظيف في السوق المحلي. ومن خلال التجارة الإلكترونية أنت لست بحاجة لعدد كبير من الموظفين، كل ما تحتاجه هو موظف أو اثنان ليقوموا بإدارة متجرك.
توفر البضائع على مدار الساعة
تتوفر البضائع في المتجر الإلكتروني الخاص بك على مدار الساعة وبإمكان الزبون شراء ما يريده في أي وقت وباختلاف التوقيت بين دولة وأخرى وبالتالي هذا يوفر عليك الوقت والجهد الذي تبذله في عرض بضائعك في متجر السوق المحلي.
سرعة الإستجابة لمطالب الزبون
بإمكان التاجر الإلكتروني الإستجابة للبضائع الرائجة في السوق أو مطالب الزبون بسهولة من خلال قيامه بحجز البضائع اللازمة وعرضها وتوفيرها في المتجر بوقت قليل، وأيضاً يوفر المتجر الإلكتروني ميزة السرعة في توصيل المنتج للزبون من خلال المندوبين المتوفرين.
سهولة الحصول على بيانات العملاء
إن الحصول على بيانات العملاء مثل البريد الإلكتروني وغيره يمكنك من تحليل احتياجاتهم من خلال هذه البيانات وثم عرض المنتجات التي تناسب احتياجاتهم ورغباتهم، وبالتالي فرص زيادة نسبة مبيعاتك تكون عالية جداً.
سهولة الحصول على التغذية الراجعة من الزبائن
يعاني أغلب تجار التجزئة في المتاجر المحلية من نقص عدد الزبائن بين الحين والآخر بدون معرفة السبب، لكن من خلال المتجر الإلكتروني بإمكانك معرفة الخلل في بضائعك وتعديله بأسرع وقت ممكن وزيادة جودة البضائع من خلال التغذية الراجعة التي يقدمها الزبائن حول منتج معين.
مستقبل التجارة الإلكترونية
إن التطور التكنولوجي السريع الذي يحدث في العالم بشكل عام يؤثر بشكل واضح على التجارة الإلكترونية، كما يعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) عاملاً مهماً في تغيير توجهات الناس لشراء المنتجات من الانترنت. كل هذه العوامل تشير إلى أن مستقبل التجارة الإلكترونية سيزداد بشكل كبير في السنوات القادمة. وهناك توقع كبير بأن مبيعات المتاجر الإلكترونية ستزيد وتصل حوالي 6.169 تريليون دولار بحلول العام 2023، لذلك كل هذه الدلائل تشير إلى أن عالم التجارة الإلكترونية يسير في الطريق الصحيح نحو الإزدهار.
أما في الوطن العربي، فإن مبيعات التجارة الإلكترونية تزداد بشكل متسارع، حيث بلغت نسبة مبيعات التجارة الإلكترونية لأكثر من 15 مليار دولار في العام 2018. ومن الواضح أن هذه النسبة أصبحت أضعاف مضاعفة في عامنا هذا مقارنة بعام 2018، وهذا يدل على أن التجارة الإلكترونية حالها سيصبح مثل حال التجارة المحلية وستصبح جزءاً من حياة الناس اليومية بل ستصبح المصدر الرئيسي لشراء المنتجات في المستقبل القريب.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن سوق التجارة الإلكترونية يعيش حالة ازدهار وتطور كبيرين، حيث تحتل المملكة العربي السعودية المرتبة الخامسة والعشرين كأحد أكبر أسواق التجارة الإلكترونية في العالم أجمع. وتجاوزت إيرادات التجارة الإلكترونية السعودية في عام 2021 أكثر من 7 مليار دولار أمريكي.
هذا يدل على أن السوق الإلكتروني سيزداد والمبيعات ستزداد بشكل كبير في الأعوام القادمة، وهناك فرص كبيرة متاحة لرواد الأعمال الذين يبحثون عن عمل مدر للأرباح بشكل كبير أن يتجهوا لعالم التجارة الإلكترونية لبناء مستقبلهم وعلامتهم التجارية بالشكل الذي يريدونه.
قصص نجاح لرواد الأعمال في التجارة الإلكترونية
تمثل قصص ونماذج النجاح في مجال معين دليلاً واضحاً على أن النجاح أمر حتمي في هذا المجال، ولهذا، سنعرض لكم بعضاً من قصص نجاح أشخاص من مختلف مناطق العالم في مجال التجارة الإلكترونية وكيف نجحوا في تحقيق هذا النجاح الباهر كرواد أعمال.
جيف بيزوس Jeff Bezos
بدأ جيف بيزوس حياته كأي شخص عادي مهتماً بمجال ما، كان جيف مهتماً بمجال الكمبيوتر وحصل على العديد من عروض الشركات ليعمل معهم بعدما قام بتطوير مهاراته في علوم الحاسوب. عمل جيف في العديد من الأماكن وحصل على راتب يعتبر مثالي لأي أحد، لكنه كان مختلفاً وأراد أن يحقق هدفه الخاص وهو إنشاء عمل خاص به كريادي. هل تجاهل هذه الفكرة؟ لا.
بعد فترة من الزمن ترك جيف وظيفته الجيدة بعدما اكتشف أن عالم الإنترنت في تسارع وانتشار ضخم وقرر أن ينشأ متجره الخاص في غرفة صغيرة وحاسوب متواضع. اتبع جيف وسيلة بيع الكتب كمنتج متجره الرئيسي بالإضافة إلى بعض المنتجات الأخرى التي تتعلق بالكمبيوتر.
والشيء الصادم في هذه القصة أن موقعه حقق أكثر من 200 ألف دولار في فترة وجيزة. الشيء الذي ساعد جيف على تحقيق النجاح هو تميزه ورغبته الدائمة في تحقيق إنجاز خاص به وعمله على تحسين جودة منتجاته واختياره الرائع لاسم البراند الخاص به وهي ما تعرف اليوم بـ Amazon.
يعد جيف بيزوس في وقتنا الحالي من أغنى رواد الأعمال في العالم بثروة تقدر بأكثر من 130 مليار دولار وكل هذا تحقق بسبب الإصرار والإيمان بأنه يمكنه تحقيق نجاحه الشخصي وبناء علامته التجارية الخاصة به.
التحول الرقمي في السعودية وأثر رؤية 2030 على التجارة الإلكترونية
تسعى المملكة العربي السعودية في وقتنا الحالي على تحويل نظامها الحالي من النظام التقليدي المعروف باستخدام الأوراق في كل المؤسسات الحكومية إلى اتباع النهج الحديث الذي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية وتسجيل كل البيانات المتعلقة بالمواطنين، المعاملات المالية، الأمور الإقتصادية وكل ما يتعلق بشؤون الدول على شكل بيانات رقمية تعتمد على التكنولوجيا فقط.
وتسعى المملكة من خلال هذه الطريقة إلى رفع نسبة الإقتصاد الوطني إلى 25% بحلول العام 2025، وبالتالي ستعمل على التركيز على توفير المزيد من فرص العمل من خلال استغلال التقنيات الحديثة المتوفرة مثل تقنيات الذكاء الصناعي والواقع الإفتراضي.
ويهدف هذا التحول الرقمي إلى: التحسن في الأداء الحكومي، تطوير الشركات الاقتصادية وتمكين الشركات في القطاع الخاص. هذا يعني أن رؤية 2030 لها دور وأثر كبير وواضح على قطاع التجارة الإلكترونية من خلال سعيها لتمكين هذا القطاع ودعم رواد الأعمال في هذا المجال، ومن هذه الآثار:
زيادة نسبة المساهمة في سوق التجارة الإلكترونية
تسعى المملكة على زيادة نسبة المساهمة في التجارة الإلكترونية بنسبة 80% مع حلول عام 2030، وهذا بدوره سيزيد من تحسين السوق الإلكتروني بشكل كبير في المملكة العربية السعودية.
تطوير البنية التحتية في المملكة
يعد تطوير البنية التحتية في السعودية من أساسيات رؤية 2030 لأن البنية التحتية لها أثر واضح على الاقتصاد الوطني الذي يسهم بشكل كبير في تعزيز نمو التجارة الإلكترونية في المملكة وخارج المملكة مثل الأسواق العالمية.
إطلاق الكتيبات التي تعزز من مفهوم التجارة الإلكترونية
تسعى المملكة إلى نشر الوعي حول مفهوم التجارة الإلكترونية من خلال إطلاق الكتيبات التي توضح مفهوم التجارة الإلكترونية، أهميتها، مميزاتها، وكل ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية من مفاهيم. من هذه الكتيبات " التجارة الإلكترونية في المملكة: انطلاقة نحو المستقبل".
زيادة حجم التجارة الإلكترونية
يتم زيادة حجم التجارة الإلكترونية في المملكة من خلال الاستثمار الذي تقوم به الحكومة ضمن رؤية 2030، ويهدف هذا الاستثمار على جعل المملكة مركزاً ومرجعاً للتجارة الإلكترونية في المنطقة العربية بسبب موقعها الجغرافي المتميز ومكانتها بين الدول العربية.
احصائيات حول التجارة الإلكترونية في العالم والسعودية
تتضاعف أرباح ومبيعات التجارة الإلكترونية في العالم ككل بشكل كبير ومتسارع، وكما ذُكر في المقال، تسعى الدول الأوروبية والدول العربية على تكثيف جهودها لدعم القطاع الخاص والتوجه نحو التجارة الإلكترونية لما تحققه من أرباح هائلة لرواد الأعمال.
لتوضيح هذا الكم من المبيعات والأرباح، لا بد من تسليط الضوء على بعض الإحصائيات العالمية حول مبيعات التجارة الإلكترونية في العام الحالي. بلغت نسبة مبيعات التجارة الإلكترونية في العام المنصرم ما يقارب 4.9 تريليون دولار في العالم ككل، ومن المتوقع أن تصل نسبة المبيعات مع حلول سنة 2025 إلى 7.4 تريليون دولار .
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تعد من أكبر أسواق التجارة الإلكترونية في العالم، فقد بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية لأفضل 100 متجر سعودي عبر الانترنت حوالي 914 مليون دولار أمريكي عام 2020.
وفي عامنا هذا، من المتوقع أن تصل الإيرادات من سوق التجارة الإلكترونية إلى 12.19 مليار دولار. وستزيد نسبة هذه الإيرادات بمعدل 18.80%، وبالتالي يؤدي لزيادة في حجم السوق السعودي بمبلغ 20.44 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
يتضح من الإحصائيات أن النسبة آخذة في الارتفاع بشكل رهيب، وأن رؤية 2030 سيكون لها دور في رفع نسبة المبيعات والإيرادات بشكل مضاعف في المملكة العربية السعودية، وستصبح من الدول والمركزية في المجال الرقمي وبالتحديد سوق التجارة الإلكترونية.